هل التعليم المنزلي يعني عزل الطفل عن المجتمع لحمايته؟

بداية وقبل البدء بالتفصيل في الموضوع أود أن أحيلكم على دراستين علميتين تمت على المتعلمين منزليا في أمريكا.

الدراسة الأولى: [1] برأيي هي الأهم حيث أنها قامت بعمل مسح ومراجعة لأكثر من عشرين دراسة تمت بهدف تحديد الأثر الاجتماعي على المتعلمين منزليا ومقارنته بالواقع الاجتماعي الذي يعيشه الطلبة المتعلمين مدرسيا, وقد خلصت المقارنة إلى نتيجة محورية في التعليم المنزلي: أن طلبته يشعرون أنهم أكثرانتماءا واحتكاكا بالمجتمع, وأنهم لا يعانون من اي مشاكل أو معوقات اجتماعية في التفاعل مع الأغراب, بل وهم أكثر نشاطا في الأنشطة المجتمعية من أقرانهم الملتحقين بالمدارس, تكمن أهمية هذه الدراسة -إلى جانب نتائجها الإيجابية- في غناها بالمصادر التي تعين على إدراك حجم الانتباه الذي أعير لهذه القضية من الباحثين والمتخصصين.

الدراسة الثانية [2] عنيت بتوثيق الكمي والعددي للأنشطة الخارجية (خارج المنزل) التي يلتحق بها الأطفال المتعلمين منزليا . حيث وجد أن 98 بالمئة منهم يشارك في نشاطين أو أكثر خارج المنزل بشكل منتظم, وأن متوسط عدد الأنشطة المتنوعة التي يشارك فيها الأطفال املتعلمين منزليا هو 5.2 نشاطا لكل طفل. (يسهل إدراك قيمة هذه الأرقام حين نعرف أن المقابل لها في التعليم المدرسي هو 36 بالمئة ممن يشاركون في نشاطين خارج المدرسة![3])

فالتعليم المنزلي لا يهدف فيه الأبوين عادة إلى الحرمان من الاجتماعيات, بل يحرصون على اجتماعيات أكثر صحية وفاعلية من المدرسة, حيث يخالط الأطفال أناسا حقيقيين ومتنوعين من بيئات وثقافات متعددة بينما يبقى الطالب المدرسي ملزما بالاحتكاك بدائرة ضيقة ومحددة ومحكومة بسلطة مباشرة لا فكاك منها.

بقي أن ننبه على طائفة من الأسر المعلمة منزليا أشارت بعض الدراسات إلى ضعف الجانب الاجتماعي لدى أطفالهما: الأسر المنغلقة لأسباب دينية حيث تقوم برفض المجتمع دون تقديم بدائل اجتماعية فعالة, فينشأ الأطفال فاقدين للمهارة الاجتماعية و كذلك ينقمون على تجربتهم في التعليم المنزلي[4].

وبالنسبة لتطبيق هذه النتائج على الواقع العربي فإليكم هذه النصائح بخصوص تكوين وتصميم خبرات اجتماعية لأطفالكم في التعليم المنزلي: