عربي ولا لغات؟؟

نتلقى منكم كثيرا هذا السؤال: هل يدرس أطفالنا بالعربية أم بلغة أجنبية؟ وما هو الخيار الأفضل؟ وهل هناك أبحاث علمية تدعم أي الاختيارين؟
ونجيب عليكم بالآتي 🙂 
في عالم صار التفوق اللغوي فيه ضرورة وخاصة بالنسبة للاقتصاديات الاعتمادية مثل أغلب الدول العربية, فإن اللغة الأجنبية قد صارت ضرورة لا يمكن تجاوزها, بل وصارت هناك حاجة لتعلم أكثر من لغة بجانب العربية لزياة فرص العلم والإطلاع على مصادر متعددة للمعرفة والثقافة.
كما أن الأبحاث تشير وبشكل متكرر إلى فوائد تعلم الطفل للغتين في سن مبكرة, وأن هذا يزيد من قدرته على التركيز وحل المشكلات والإبداع, وأنه يتفوق على أقرانه الذين لا يتعرضون إلا للغة واحدة (بل إن الفروقات تبدأ في الظهور من سن 10 أشهر!) ويمكنكم قراءة هذا المقال الذي يلخص نتائج الأبحاث الحديثة في الموضوع.
حسنا, هل يعني ذلك أن الأمر قد حسم وعلينا تدريس الأطفال بالإنجليزية؟ 
كلا, فهناك جانب آخر مهم من الأبحاث ينبغي الانتباه له لأهميته وأثره المثبت بالتجارب العلمية في أكثر من دولة حول العالم.
صحيح أن تعلم “لغة أجنبية” مفيد للطفل ذهنيا, إلا أن تعلمه للمواد العقلية والمنطقية (مثل الرياضيات والعلوم) بلغة غير لغته الأم يؤثر على الطفل نفسيا وذهنيا … ولكن بالسلب! أي أن الأطفال الذين يدرسون العلوم والحساب بلغة غير لغتهم الأم يحصلون ويستوعبون أقل من أقرانهم الذين درسوا هذه المفاهيم بلغتهم الأم التي يتعاملون بها في حياتهم.
وللتحقق من هذه الأبحاث يمكنكم الرجوع لتقرير اليونسكو الصادر عام 2007 في هذا الرابط:
http://unesdoc.unesco.org/images/0016/001611/161121e.pdf

[رابط بديل]
والذي قام ببحث شامل عن تدريس العلوم والرياضيات بلغة غير اللغة الأم عبر الكثير من الدول وفي أكثر من قارة, وكانت الخلاصة التي وصلوا إليها من هذه الأبحاث أن الفارق في المستوى واضح لصالح الطلبة الذين يدرسون بلغتهم الأم 
كذلك يشير هذا البحث إلى ذات النتيجة بعد مقارنته للأداء في عدة مواد (كيمياء , رياضيات, أحياء … الخ), وقد وصل أيضا إلى نفس النتيجة: هناك فروقات واضحة وملحوظة في الأداء بين الطلبة الذين يدرسون بلغتهم والذين يدرسون لغة ثانية
وغيرها من الدراسات الكثير جدا, كهذه مثلا
إذا كيف نجمع بين هذه النتائج التي تبدو متناقضة؟
نصيحتنا للاستفادة من الجانبين هي أن نخرج من القالب المعتاد للمدارس في مصر وغالب البلاد العربية, وهو أن تكون الدراسة إما بالكامل بالعربية أو بالكامل بالأجنبية.
ننصحكم كأولياء أمور تحرروا من المنظومة المدرسية الجامدة أن تحرصوا على أن يتعلم أطفالكم لغة أخرى ولكن كلغة فقط, يمارسها في قراءة الكتب والقصص والحديث مع من يجيدونها وغير ذلك من الممارسات العامة. وأيضا ننصحكم ألا تستسلموا للتيار السائد, وأن تقوموا بتعليم أطفالكم العلوم والحساب باللغة العربية, وأن تشرحوها بما يقربها من حياتهم اليومية وبالكلمات الدارجة قدر الإمكان, فهذا يسمح للطفل بفهم أعمق وأكثر وضوحا للمفاهيم العلمية وسبب اختيار المصطلحات وكيفية استخدامها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *